تتواصل
الانتفاضة الشعبية التي انطلقت يوم 17
ديسمبر 2010 بتصميم قوى على تحقيق الانتصار فبعد الإضرابات الجزئية و الاعتصامات و
المظاهرات اتخذ الكفاح في الأيام الأخيرة شكل الإضرابات الجهوية التى شملت
مناطق مختلفة ، و يصمم المنتفضون على تحقيق مطالبهم بعزم لا يلين ، وصل حد خياطة جرحى الانتفاضة
لأفواههم ، كما لم تتوقف حركة الاحتجاج بحرق الأجساد . و فى عدد من الولايات أطردت الجماهير المنتفضة وزراء الرجعية
الدينية و عزلت ولاتها من مناصبهم بعد اقتحام مكاتبهم .
و في مواجهة ذلك تلجأ الرجعية إلى القمع
والاعتقالات و القتل و الترهيب و تطلق يد
ميليشياتها الإجرامية لترويع الشعب و بث الانقسام بين صفوفه ، و في كل جهة ينجح
فيها الإضراب العام إلا و يعقبه صراع دموي مفتعل بين الجماهير على أسس جهوية و قبلية
و عائلية، مثلما حدث في فريانة و القصرين و قبلى و سيدى بوزيد .
و كلما
ازداد إدراك الرجعية الدينية أن الوضع يخرج عن سيطرتها إلا و اتسع نطاق إجرامها و قرعت طبول الحرب ، فهي لن تتنازل عن المكاسب التي
حصلت عليها خلال الأشهر الأخيرة و لو تطلب ذلك إغراق الشعب في حمامات دم . و ليس
حديثها عن الديمقراطية و العدالة الانتقالية و التداول السلمي
على الحكم غير نفاق سياسي يشبه تماما وعودها الانتخابية التي تبين كذبها ، إنها
تريد السلطة بكل الطرق حتى لو كلفها ذلك خوض حرب يذهب ضحيتها مئات الآلاف من
الضحايا .
و يندرج تحريكها لأذرعها القتالية ضمن هذا
الإطار ، فتقوم تلك الأذرع باستعراضاتها في كلية الآداب منوبة و أمام مقرات الاتحاد
العام التونسي للشغل و مبنى التلفزيون و ساعة الشارع الرئيسي بالعاصمة و ساحة الجامع
الكبير بالقيروان ، متجاهلة أن الشعب الذي لم ترهبه نيران أسلحة بوليس بن على لن يخشى
إرهاب أي قوة أخرى لذلك يواصل كفاحه بشجاعة .
ليس هناك من سبيل اليوم أمام الشعب غير المقاومة و مواصلة المسار الثوري من أجل إسقاط سلطة اليمين الديني و حلفائه من
الليبراليين المدعومين من قبل الرجعية العربية و العالمية ، و هو ما يفرض
على القوى الوطنية الثورية الاتحاد على قاعدة الثورة لا على قاعدة مشاركة الرجعية
الدينية مسرحية " الانتقال الديمقراطي " التي تم إخراجها في واشنطن و باريس
و الدوحة ، و في هذا السياق تذكر الحركة الشيوعية
الماوية بالشروط التي تراها مناسبة لذلك الاتحاد و هي :
أولا : إن ما جرى في
تونس منذ 17 ديسمبر 2010 و حتى الآن ليس ثورة و إنما انتفاضة ، يجب العمل على
تطويرها لكي تصبح ثورة فعلية ، تنجز الشعار التاريخي : الشعب يريد إسقاط
النظام .
ثانيا : إن ما تشهده
تونس ليس انتقالا ديمقراطيا ، و إنما هيمنة اليمين الديني على السلطة السياسية ،
بدعم من الرجعية العربية و العالمية .
ثالثا : إن انتخابات
المجلس التأسيسي كانت مزورة ، جراء توظيف المال السياسي ، و الإعلام الفاسد ، و
الدعاية الدينية ، و تدخل الامبريالية و الرجعية العربية و خاصة الخليجية و مقاطعة
نصف الناخبين.
رابعا : إن السلطة التي
أفرزتها تلك الانتخابات فاقدة للشرعية الشعبية ، و عليه فإن مؤسسات رئاسة الدولة و
الحكومة و المجلس التأسيسي مؤسسات صورية .
الحركة الشيوعية الماوية في تونس
Would it make sense to link up with Al Queda or like minded Salaf
ردحذفall right
ردحذف