الاثنين، 24 يناير 2011

المسيرة الطويلة وصلت العاصمة فجرا


 
تعالت اليوم أمام مبنى الوزارة الأولى في تونس أصوات المتظاهرين منادية باستقالة حكومة محمد الغنوشي و استكمال مهمة إسقاط نظام الجنرال بن على ، وقد عسكرت على مقربة من ساحة الحكومة فرق مختلفة من الجيش و الشرطة ، كان بعض عناصرها ملثما ، و بينما رابطت شاحنات و عربات و دبابات في الشوارع كانت طائرة عمودية تراقب المتظاهرين بصورة مستمرة من الجو.
وقد نجح المتظاهرون منذ الصباح في اجتياز الأسلاك الشائكة ، و تجمعوا مباشرة أمام باب الوزارة الأولى الذي كانت تحرسه مجموعات من الجيش و البوليس ، كما تسلقوا بعضهم الجدران و علقوا عليها اللافتات التي كتبت عليها الشعارات الثورية مثل : من اجل جبهة وطنية ديمقراطية شعبية و شطبوا عبارة الوزارة الأولى المكتوبة على باب الوزارة و عوضوها بعبارة : وزارة الشعب .
و لم تتوقف الحناجر على مدي ساعات طويلة عن الهتاف و ترديد الأناشيد الوطنية ، و شرح بعضهم ما تعرضوا له من مظالم و ما تعرفه جهاتهم من غبن و حرمان ، و نادوا باستعادة الثروات المنهوبة فورا و محاسبة اللصوص عما اقترفت أيديهم ، و كان قسم كبير من المتظاهرين قد جاء من جهات مثل منزل بوزيان و المكناسي و المزونة و الرقاب و بورويس و بنقردان و القصرين و القيروان الكاف و غيرها ، و قد انضم إليهم مواطنون من العاصمة و بالأخص أبناء الأحياء الفقيرة .
لقد كان يوما آخر من أيام الانتفاضة المجيدة التي انطلقت قبل أكثر من شهر، ازداد فيه التصميم على الارتقاء بالنضال الثوري قدما و التجند للوقوف سدا منيعا في وجه الرجعية التي تحاول استرجاع المواقع التي فقدتها بأسرع وقت ممكن.
و إذا كان يوم الأحد في تونس يوم عطلة مما جعل الوزراء بمأمن عن الحصار الذي فرضه المتظاهرون حول مكاتبهم فإن يوم غد سيكون مختلفا خاصة أن المسيرة التي جاءت من بعيد قد تحولت إلى اعتصام يصمم المتظاهرون على عدم فكه حتى لو تواصل وقتا طويلا ، و قد افترشوا الأرض و جلبوا معهم بعض المأكولات ، و قرروا المبيت في الساحة ، و تحاول قوات الجيش الآن سد المنافذ أمام من يحاول الالتحاق بهم ، وقد نجحت في رد بعض السيارات على أعقابها و لكنها فشلت أحيانا في ذلك ، خاصة عندما هدد عمال قادمون من منطقة المناجم بإيقاف إنتاج الفسفاط .

تونس 23 جانفي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق