الاثنين، 26 ديسمبر 2011

لنحول الانتفاضة الى ثورة !!


       مر الآن عام على اندلاع انتفاضة 17 ديسمبر المجيدة التي قدم خلالها الشعب قوافل من الشهداء و الجرحى في  أغلب مدن تونس و أريافها  ، فقد عمت  الانتفاضة البلاد بأسرها  ، بل إنها انتشرت عربيا بسرعة فائقة ، و كان هروب بن على إجراء اضطرت الامبريالية إلى القيام به  تفاديا لتفاقم الأوضاع  ،  بما يمكن أن يؤدي إلى ثورة عارمة تعصف بمصالحها و مصالح عملائها .
و قد تمكنت  جماهير المسحوقين من تحقيق جملة من المكاسب ، خاصة على مستوى الحريات الأساسية ، و بعض المنافع المادية ، مثل ترسيم عدد من الشغالين في وظائفهم و تخصيص منحة لبعض البطالين ، غير أن تلك المكاسب و المنافع   تظل جزئية و يمكن للرجعية إلغاؤها في أي وقت  ، فقد اضطرت إلى اتخاذها في ظل اختلال موازين القوى لغير صالحها . 
و اليوم فإن الأوضاع التي تعيشها تونس لا تزال على حالها ، فلا شئ جوهري قد تغير ،  بل ان  الرجعية قد نجحت  على المستوى السياسي مؤقتا في ترميم صفوفها ، من خلال تنظيم انتخابات صورية للمجلس التأسيسي ، توجت بتركيز مؤسسات لا وطنية و لا ديمقراطية و لا شعبية ، و هي  الحكومة و رئاسة الدولة  و السلطة التشريعية ، مستفيدة من الدعم الامبريالي  و الرجعي العربي  من جهة ، و من ضعف المقاومة الشعبية من جهة ثانية ، و قد استعملت  المال و الإعلام و الدعاية الدينية بكثافة للوصول إلى هذا الهدف ، و يشهد المضطهدون الآن تركز سلطة  سياسية  تذكرهم  بسلطة بن على ، يعين فيها الوزراء على أساس القرابة العائلية ، و المحاصصة السياسية ، و إملاءات الرجعية العالمية و العربية .
 كما ظلت الأوضاع  على المستوى الاقتصادي  و الاجتماعي  على حالها، بل إنها ازدادت تدهورا مع مرور الأيام ، فالنهب الامبريالي لثروات الشعب متواصل ، و الطبقات الغنية لم تفقد امتيازاتها ، و الفقر في ازدياد ، و الأسعار في ارتفاع ، و البطالة في تصاعد ، و لم يتوقف المفقرون عن الهجرة في قوارب الموت ، و لا يزال الانتحار حلا قاتلا يلجأ إليه من سدت في وجوههم أبواب الحياة ، و تنتشرالجريمة المنظمة و غير المنظمة ، و يكثر استهلاك المخدرات . و تروج الرجعية لحلول وهمية لهذه المشاكل مثل تهجير البطالين إلى ليبيا و اقتطاع جزء من رواتب الكادحين . و من جانب آخر لا يزال قتلة الشهداء دون عقاب و آلة القمع تعمل وفق نفس السياسات السابقة ،  و الإعلام  و سائر المؤسسات السلطوية  في خدمة الرجعية .
إزاء هذا الوضع  ليس أمام المضطهدين من حل غير مواصلة الانتفاضة و تحويلها إلى ثورة فعلية ، لتحقيق النصر بتحطيم  نظام بن على جملة و تفصيلا ، و بناء نظام وطني ديمقراطي شعبي  ، يقطع نهائيا مع الامبريالية و وكلائها المحليين ، و يفتح السبيل أمام العمال و الفلاحين و سائر الكادحين للتمتع بثمار إنتاجهم كاملة ، فلتتحد جهود كل الثوريين من أجل هذا الهدف .

 تونس في 26 ديسمبر 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق