الأربعاء، 19 يناير 2011

المؤامرة على انتفاضة الشعب في تونس كيف نواجهها ؟



حاول محمد الغنوشي الوزير الأول لنظام 7 نوفمبر في تونس إلى حد الآن تجريب كل الحلول الممكنة لوأد انتفاضة الشعب ، فمن إغراء الأحزاب الرجعية و البيرقراطية النقابية إلى إغراء الجهات التي انطلقت منها الانتفاضة و قدمت أكبر عدد من الشهداء مثل القصرين و سيدي بوزيد بتسمية وزراء من بين أبنائها ، وصولا إلى إعلانه بمعية فؤاد المبزع عن الاستقالة من التجمع الدستوري ، لكن كل هذه الحلول فشلت فالشعب حسم أمره مع الحزب الحاكم الذي أصبحت القطيعة معه معمدة بالدم .
ان النظام الكمبرداوري الإقطاعي مستعد لتغيير جلده ألف مرة و مرة ، و التضحية بهذا الرمز أو ذاك من بين رموزه حتى لو كان رئيسه أو أي وزير من وزرائه من أجل استمراره في الحكم ، كما أن الأحزاب التي تربت في حضن بن علي و التي وافقت على ميثاقه اللاوطني و تمتعت بتمويله و شاركته مسرحياته الانتخابات المتتالية مستعدة لتغيير جلدها لمغالطة الشعب ، وهي التي تقبل الآن المشاركة في حكومة الالتفاف على الانتفاضة المسماة زيفا حكومة الوحدة الوطنية ، تشاركها هذه الجريمة البيريقراطية النقابية ، ماسحة حذاء بن علي ، و هذا ليس مستغربا فتاريخ تلك الأطراف يكشف عن كونها شريك في التآمر على الشعب الذي هب لإعلان رفضه لهذه الحكومة بسرعة فخرجت المسيرات التي توجهت إلى مقرات التجمع و بسطت سيطرتها عليها .
تعمل الأحزاب الرجعية عبر تفاهمات فوقية مع التجمع لوأد الانتفاضة و الحيلولة دون تحولها إلى ثورة شعبية ، و يجب ان يعمل الشيوعيون الماويون و حلفاؤهم فورا على تنظيم الانتفاضة من القاعدة إلى القمة حتى تتحول إلى ثورة فعلية ترسي دعائم السلطة السياسية الشعبية البديلة ، من أجل بناء تونس الديمقراطية الجديدة المتحولة إلى الاشتراكية.
ان الشعب في حاجة عاجلة لتنظيم صفوفه وقد تشكلت في عدد من الجهات لجان الدفاع الشعبي ، ففي الأحياء و على الطرقات تشاهد مجموعات من الجماهير الشعبية و هي مسلحة بالهراوات ، تراقب السيارات و تتثبت في الهويات و تحرس المنازل و ممتلكات الشعب من كل اعتداء . و رغم ان أسلحتها بسيطة جدا فقد تمكنت من إيقاف بعض العناصر الإجرامية التي زرعت الرعب بين الناس ، كما تكونت مجالس شعبية و أعلنت في بيانات ثورية عن مهامها المختلفة و اتخذت من المقرات السابقة للتجمع مواقع لها و سيطرت على الأرشيف الرجعي . و في مختلف المدن و القرى افتكت الجماهير المنتفضة الشوارع و الساحات العامة و مارست فيها سلطتها الثورية ، و رغم أن البوليس لا يزال يلجأ إلى قمع المتظاهرين بشراسة فإن زمام المبادرة يوجد في يد الشعب .
تحاول الرجعية المحلية الآن لملمة صفوفها تعاضدها في ذلك الرجعية العربية مثل نظامي القذافي و آل سعود و الامبريالية العالمية و خاصة الامريكية و الفرنسية و صنيعتها الصهيونية العالمية ، و ستجرب حلولا أخرى مثل الانقلاب العسكري ، و على الشعب نبذ كل الأوهام و الاستعداد لنضال شرس ضد أعدائه ، وصولا إلى تحقيق أهدافه في التحرر و الديمقراطية و التقدم على طريق الاشتراكية .

ان الماركسيين اللينيين الماوين في تونس يحيون كل المناضلين الثوريين الذين أسرعوا إلى تشكيل لجان الدفاع الشعبي و المجالس الشعبية المحلية و الجهوية بتصميم عال على مواصلة الكفاح و الثورة ، و هم يرون ضرورة التعجيل بإنشائها في كل المواقع التي لم تتشكل فيها بعد ، فمن خلالها ينشئ الشعب أشكال تنظيمه الثورية التي تمثل وحدها البديل عن السلطة الرجعية ، و متى اكتمل هذا التأسيس على مستوى البلاد بأسرها أمكن تشكيل المجلس الشعبي الوطني الذي منه ستنبثق الحكومة الثورية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق