الجمعة، 29 أبريل 2011

في عيد الشغيلة العالمي :دماء الشهداء أضاءت طريق الكفاح و الثورة فلنحث الخطى من أجل تونس الديمقراطية الجديدة .


 
أيها العمال ، يا جماهير شعبنا

     يكتسي الاحتفال بالعيد العالمي للعمال في تونس هذا العام طابعا خاصا ، حيث يقترن بالكفاح البطولي الذي دشنته ألانتفاضه  و عمده الشهداء بالدم ، وهو الذي لا يزال متواصلا  ضد إجراءات الحكومة المؤقتة واختياراتها  ، وضد محاولات الإخوان التي تستهدف الرجوع بالشعب إلى القرون الوسطى  .
و يتم هذا الاحتفال في ظل وضع ثوري يشير إلى أن الشعب هو صانع التاريخ وأن الانتفاضة التي انطلقت من سيدي بوزيد في تونس وانتشرت مثل شرارة أحرقت سهلا  في بقية الأقطار العربية قد تجاوزت   القيادات النقابية البيروقراطية التي تعتبر امتدادا للأنظمة في الحركة النقابية و   منظمات "المجتمع المدني" التي كان أغلبها يزكي سياسة الاستعمار الجديد واختيارات الخوصصة ومرونة التشغيل واعتماد المناولة التي صادق عليها الاتحاد العام التونسي للشغل و تراجع عنها الآن تحت الضغط الشعبي .
لقد كانت الفئات المسحوقة  في مقدمة الصفوف خلال الانتفاضة ،  التي انخرط  فيها العمال و الفلاحون الفقراء والبرجوازية الصغيرة مثل الموظفين والحرفيين والمحامين ، و كان للريف دور  بارز فيها ، حيث مثل مهدا  للانتفاضة التي رفعت شعارات  الأرض و الشغل و إسقاط النظام  ،  فتشكل سيل جماهيري جارف نجح في قلب موازين القوى لصالح الشعب ، مما أجبر بن علي على الفرار بمساعدة الجيش والمستشارين الامبرياليين .
و كان للشغيلة عامة  دور  مميز  في القيام بالإضرابات والتحركات  الاحتجاجية و الصدام مع قوات القمع ، و هي التي لم تلزم نفسها بقرارات البيروقراطية النقابية و الأحزاب السياسية الرجعية و الانتهازية ، سواء تلك التي عملت في ظل قوانين بن علي   أو التي حصلت مؤخرا  على التأشيرة  بفضل دماء الشهداء ، والتي تحترف  الآن المزايدة السياسية  محاولة ركوب الانتفاضة من أجل ضمان مواقع لها  في المحاصصة الحزبية المقبلة ، فهناك من يحلم بكرسي في البرلمان ، وهناك من يطمح إلى منصب وزير أو كاتب دولة ، وهناك من يكتفي بتسميته كوال أو معتمد أو حتى رئيس بلدية .
  أيها العمال ، يا جماهير شعبنا

 ان الوضع في تونس الآن مفتوح على شتى الاحتمالات فإما ان ينتصر الشعب و إما ان ينهزم ، و رغم أن   الجرائم  لا تكاد تتوقف بتحريك العروشية و الجهوية واصطناع الطائفية ، فإن الجماهير تقاوم أعداءها عبر المسيرات  و الاعتصامات  و تفرض سيطرتها على بعض المؤسسات ، و هذه المقاومة مرشحة للتطور أكثر فأكثر ،  فلنتحد ضد التجمع الدستوري  والإخوان و الأحزاب الانتهازية المتحالفة معهم  .فهذا الثالوث   يهدد الآن مكاسب الانتفاضة و يعمل على  إعادة بناء نفس النظام السياسي تحت شعار الجمهورية الثانية أو الجمهورية الديمقراطية ، وهو مستعد لعقد الصفقات مع الامبرياليين الفرنسيين و الأمريكيين  في سبيل تحقيق هذا الهدف .

أيها العمال ، يا جماهير شعبنا

لنا الحق في الثورة  ضد الرجعية و الصهيونية و الامبريالية   ، تلك القوى التي تهيمن على ثرواتنا و تسلبنا أرضنا و حريتنا و كرامتنا ، انه من حقنا أن نتمتع بما أنجزناه من مكاسب ، وأن نهب جميعا لقطع الطريق أمام   مؤامرات  الالتفاف على  الانتفاضة  من طرف أولئك الذين  يوهمون الجماهير  أنهم مع الثورة الشعبية في حين أن برامجهم  و سياساتهم في تعارض تام مع مصالح   الشعب و الوطن .
ان الرجعيين و الانتهازيين يسعون اليوم لترويض الشعب و إخماد لهيب الانتفاضة من خلال توزيع الوعود  ، إنهم يريدون  فرض الاستقرار الذي ينشده الامبرياليون  عبر إعادة ترتيب البيت الرجعي بتشريك  الدساترة و الإخوان "المعتدلين" ومكافأة الأحزاب الانتهازية    المشاركة في الهيئة العليا المسماة زيفا هيئة تحقيق أهداف الثورة  .

أيها العمال ، يا جماهير شعبنا

إن تحرركم من صنع أيديكم  ، و التاريخ انتم من يكتب صفحاته  بنضالكم ضد مضطهديكم و لن يكون ذلك ممكنا دون تنظيم صفوفكم ،  ففي تحرركم تحرير للشعب بأسره ، وثقوا أنه لا تحرر و لا حرية دون قيادة عمالية ،  فتنظموا خارج الأحزاب التي تعاملت مع بن علي والتي استجدت منه التأشيرة ، تنظموا خارج الأحزاب التي ركبت  موجة الانتفاضة وسارعت إلى تزكية الأطر المنصبة مثل الهيئة العليا ، و صعدوا الكفاح الثوري ضد العدو الطبقي و الوطني ، و أنبذوا الأوهام التي يروجها الانتهازيون ، تجار الجملة الثورية الذين يعقدون الصفقات  مع الرجعية على حسابكم متحالفين بألف طريقة و طريقة مع الدساترة و الإخوان  ، و اتحدوا ضد البيروقراطية النقابية التي لا تمثل إلا جزءا من الائتلاف الطبقي الحاكم ، ان تونس الديمقراطية الجديدة   تلوح في الأفق   فلنحث الخطى بثبات و عزيمة لا تلين  من أجل تأسيسها .
  يا عمال العالم و شعوبه و أممه المضطهدة اتحدوا .

الحركة الشيوعية الماوية في تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق