في 30 مارس 1976 أى قبل 36 عاما خرجت حشود من الجماهير في قرى و مدن فلسطين المحتلة للتظاهر و الإضراب ، دفاعا عن الأرض التي صادر الصهاينة مساحات شاسعة منها ، و كانت المواجهة البطولية مع قوات القمع الصهيونية ، فسقط الشهداء و الجرحى ، مسطرين بدمائهم طريق الأرض و الحرية ، وأصبح هذا اليوم مناسبة تاريخية تحييها الأمة العربية كلها تصميما منها على تحرير فلسطين كل فلسطين .
و اليوم يتواصل النضال بأشكال مختلفة ، بما في ذلك العمليات الفدائية التي تستعمل خلالها البنادق و القنابل و الصواريخ ، كما يهب الثوريون من بلدان مختلفة لمناصرة العرب الفلسطينيين ، و قد قدم عدد من المناضلين الأممين حياتهم في سبيل ذلك غير أن هذا النضال يواجه الآن حصارا كبيرا .
و بينما تصمم الجماهير في فلسطين على الكفاح تحبك الرجعية المؤامرات فحماس و عباس قسما الشعب و الأرض فتراجع العمل الثوري ، و في الوقت الذي هبت فيه الجماهير العربية في أقطار مختلفة للمطالبة بالحرية جثم عباس و حماس على صدر الشعب ، في تناغم مع المشروع الامبريالي الصهيوني ، و مثلما يتجول عباس في عواصم العالم عارضا بيع القضية يتجول إسماعيل هنية متلقيا الأوامر من الرجعية و خاصة الخليجية ، و يخرج الاثنان من المعابر التي تحرسها وزارة الدفاع الصهيونية .
و في تونس ارتبطت الرجعية الدستورية طويلا بالصهيونية ، فمن مؤامرات بورقيبة الذي كان أول الداعين إلى الاعتراف بالكيان الصهيوني و التنازل عن نصف فلسطين ، إلى مؤامرات " زين العرب " و علاقاته الوطيدة بالموساد الصهيوني ، و الآن نعيش فصلا آخر من هذا التآمر على يد الرجعية الدينية التي ترفض علنا تضمين الدستور الجديد فصلا يجرم التطبيع مع الكيان الصهيونى الذي اعتبرته دولة ديمقراطية ، و تستقبل المجرم جون ماكين بالأحضان ضمانا لبقائها في السلطة ، و ذلك بعد اتجارها بالقضية العربية الفلسطينية خلال حملتها الانتخابية الأخيرة ، و في المقابل ساهمت أفواج من المقاومين في الكفاح على أرض فلسطين منذ سنة 1948 ، و قد سقط عشرات الشهداء في ساحة الشرف ، و لا تترك الجماهير الشعبية أي فرصة تمضى إلا و عبرت خلالها عن معاداتها للصهيونية و استعدادها لخوض الحرب من أجل تحير فلسطين .
لقد فشلت كل الحروب النظامية ضد الكيان الصهيوني بل إن هذا الكيان ازداد توسعا ، و على مدى سنوات الكفاح كشفت الرجعية العربية عن وجهها باعتبارها وكيلا محليا لمصالح الامبريالية و الصهيونية ، و المقاومة وحدها أمكنها توجيه ضربات قوية للعدو ، و هو ما تجلى خاصة خلال معركة الكرامة في الأردن و المعارك التي عرفتها لبنان حتى سنة 1982 ، غير أن الاستسلاميين قطعوا الطريق أمام تطورها إلى حرب شعبية ، و وقعوا مع الصهاينة على اتفاقية أوسلو و غيرها من الاتفاقيات الاستسلامية ، متنازلين عن تحرير فلسطين ، و هي المهمة الثورية التي لن تتحقق إلا في علاقة عضوية بتحرير الوطن العربي كله و بالتالي فإن المطروح عربيا هو بناء أدوات الثورة الأساسية ، و هي الحزب الشيوعي الماوى و الجبهة الوطنية المتحدة و جيش التحرير الشعبي فالرجعية العربية متحدة تحت علم الامبريالية و على الوطنيين العرب الاتحاد تحت علم الحرب الشعبية .
الحركة الشيوعية الماوية في تونس
30 مارس 2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق