الاثنين، 30 أبريل 2012

في العيد الأممى للعمال : الامبرياليون و جميع الرجعيين نمور من ورق فلنجعل الأرض من تحت أقدامهم تحترق




       في الأول من ماى سنة 1886 تمكن العمال في مدينة شيكاغو من إحراز نصر مهم فبعد كفاح مرير سقط خلاله شهداء و جرحى تم إقرار يوم عمل بثماني ساعات و بعد ثلاث سنوات فقط ( 1889 ) أقرت الأممية الشيوعية الثانية الاحتفال بهذا اليوم كعيد أممى للشغيلة عبر العالم ، و هو ما تجاهلته الدول الامبريالية و النظم التى تدور في فلكها  ،  محاولة فرض الحصار على هذه الاحتفالية لما تمثله من مناسبة يحتشد خلالها العمال و سائر الكادحين لإبراز تصميمهم على نيل حريتهم ، و ستكسر ثورة أكتوبر الاشتراكية بقيادة لينين هذا الحصار حيث أقر الاتحاد السوفياتى منذ سنة 1920 هذه المناسبة كيوم عطلة رسمية ، و جاء انتصار الثورة الصينية  بقيادة ماوتسي تونغ سنة 1949 لكي يدعم كسر ذلك الحصار فقد انضم حوالي نصف مليار من البشر إلى قضية العمال و الثورة الاشتراكية في سابقة تاريخية لا مثيل لها ، و هو ما فرض على الرجعية مسايرة هذه الاحتفالية بالاعتراف بهذا اليوم التاريخي ظاهريا و تخريبه واقعيا ، بالدعوة إلى الاحتفال بعيد للشغل يشارك فيه الرأسماليون جنبا إلى جنب مع العمال لتأكيد الوفاق و المصالحة بين الطبقات و بالتالي قطع الطريق أمام الثورة ، و هو ما يذكرنا بدعوات حركة النهضة و منصف المرزوقى  هذا العام في تونس إلى احتفال كل التونسيين في إطار التضامن " الوطني " بهذه المناسبة ، نسجا على منوال زين العابدين بن على  .
يأتي الاحتفال بعيد الشغيلة هذا العام فى ظل أوضاع عالمية و عربية و عالمية تتسم بما يلي :
عالميا : تدق الأزمة الاقتصادية  أبواب العالم الامبريالي  فبعد إفلاس بنوك و شركات كبيرة أفلست دول مثل اليونان  ، و فى قائمة الانتظار البرتغال و اسبانيا و ايطاليا و لا تجد الامبريالية من حل إلا تصدير أزمتها إلى العمال و الشعوب الأمم المضطهدة ، فتتزايد أعداد المطرودين من العمل ، و ترتفع أسعار السلع الاستهلاكية ، و تتفجر مشكلة السكن ، و تشن الحروب في مناطق عديدة تحت عناوين طائفية و عرقية و مذهبية لنهب الثروات المتأتية من السيطرة على الخامات و  بيع الأسلحة ، و يتزايد انقسام الامبرياليات إلى معسكرين متقابلين ، في أحدهما الولايات المتحدة الأمريكية و الاتحاد الأوربي ، و في الثاني روسيا و الصين بما ينذر بحرب عالمية ثالثة لإعادة اقتسام مناطق النفوذ .
عربيا : يشهد الوطن العربي احتدام الصراع بين الشعب و الرجعية فقد جاءت الانتفاضات في أغلب الأقطار لكى تكشف عن المخزون الكفاحي الكبير لدى الكادحين ، الذين لم يبالوا بقوة آلة القمع البوليسية و العسكرية فقدموا آلاف الشهداء و الجرحى ، في معركة غير متكافئة من حيث الوسائل المستعملة في الصراع .
 ورغم التضحيات لا تزال موازين القوى إلى حد الآن في يد الرجعية الموجهة من طرف الامبريالية ،  التي حركت قواتها العسكرية و خاصة الحلف الأطلسي واستعملت عملاءها   لضرب  الانتفاضات العربية ،  فتم تعويض سلطات عميلة بسلطات أخرى ملتحفة بالدين او بالليبرالية ، لا تقل عنها عمالة ، من خلال انتخابات مغشوشة ، لذلك يتواصل نهب الثروة و يتم تركيز قواعد عسكرية و يمارس سفراء الولايات المتحدة  دورهم كحكام فعليين للأقطار العربية .
قطريا : تتواصل الانتفاضة في تونس بأشكال مختلفة  في احتجاج على غلاء الأسعار و استفحال البطالة و تفاقم الفساد ، و عدم إنصاف شهداء و جرحى الانتفاضة و تهميش الجهات المحرومة ، و يجد النظام الرجعى صعوبة كبيرة في الإمساك بالوضع رغم لجوئه إلى القمع البوليسي و استعمال الميليشيات الإجرامية  .
و تحاول الامبريالية ترتيب الأوضاع السياسية من خلال إيجاد حزبين كبيرين يتداولان على السلطة كل أربعة أو خمسة سنوات و تتسابق الأحزاب الدينية و الليبرالية و الانتهازية للمشاركة في هذه الترتيبات .
تحتفل الحركة الشيوعية الماوية فى تونس هذا العام بعيد الشغيلة تحت شعار : الامبرياليون و جميع الرجعيين نمور من ورق فلنجعل الأرض من تحت أقدامهم تحترق ، و هي ترى أن الوضع العالمي و العربي و القطري يحتم   السير قدما من طرف الشغيلة و الشعوب و الامم المضطهدة فى الكفاح من أجل التحرر و الاشتراكية  وتصعيد النضال و تطوير السيرورة الثورية  ، فالأزمات و الحروب لن تولد غير الثورة باعتبارها السبيل الأوحد لحل المشاكل الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية ، و إذا كانت الامبريالية و عملاؤها قد تمكنوا لحد الآن من الإبقاء على نفوذهم و حماية مصالحهم  رغم تضحيات الكادحين فإن ذلك له تفسير واحد و هو انعدام وجود أدوات الثورة الأساسية فكلما تنظم العمال في أحزاب ثورية و الشعوب في جبهات كفاحية متراصة الصفوف إلا و اقتربت ساعة الانتصار على الامبريالية و أعوانها  .
الحركة الشيوعية الماوية في تونس
30 أفريل 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق