في الأول من ماى سنة 1886
تمكن العمال في مدينة شيكاغو من إحراز نصر مهم فبعد كفاح مرير سقط خلاله شهداء و
جرحى تم إقرار يوم عمل بثماني ساعات و بعد ثلاث سنوات فقط ( 1889 ) أقرت الأممية
الشيوعية الثانية الاحتفال بهذا اليوم كعيد أممى للشغيلة عبر العالم ، و هو ما
تجاهلته الدول الامبريالية و النظم التى تدور في فلكها ، محاولة فرض الحصار على هذه الاحتفالية لما تمثله
من مناسبة يحتشد خلالها العمال و سائر الكادحين لإبراز تصميمهم على نيل حريتهم ، و
ستكسر ثورة أكتوبر الاشتراكية بقيادة لينين هذا الحصار حيث أقر الاتحاد السوفياتى
منذ سنة 1920 هذه المناسبة كيوم عطلة رسمية ، و جاء انتصار الثورة الصينية بقيادة ماوتسي تونغ سنة 1949 لكي يدعم كسر ذلك
الحصار فقد انضم حوالي نصف مليار من البشر إلى قضية العمال و الثورة الاشتراكية في
سابقة تاريخية لا مثيل لها ، و هو ما فرض على الرجعية مسايرة هذه الاحتفالية
بالاعتراف بهذا اليوم التاريخي ظاهريا و تخريبه واقعيا ، بالدعوة إلى الاحتفال
بعيد للشغل يشارك فيه الرأسماليون جنبا إلى جنب مع العمال لتأكيد الوفاق و
المصالحة بين الطبقات و بالتالي قطع الطريق أمام الثورة ، و هو ما يذكرنا بدعوات
حركة النهضة و منصف المرزوقى هذا العام في
تونس إلى احتفال كل التونسيين في إطار التضامن " الوطني " بهذه المناسبة
، نسجا على منوال زين العابدين بن على .
يأتي الاحتفال بعيد الشغيلة هذا العام فى ظل أوضاع عالمية و عربية و عالمية
تتسم بما يلي :
عالميا : تدق الأزمة الاقتصادية أبواب العالم الامبريالي فبعد إفلاس بنوك و شركات كبيرة أفلست دول مثل
اليونان ، و فى قائمة الانتظار البرتغال و
اسبانيا و ايطاليا و لا تجد الامبريالية من حل إلا تصدير أزمتها إلى العمال و
الشعوب الأمم المضطهدة ، فتتزايد أعداد المطرودين من العمل ، و ترتفع أسعار السلع الاستهلاكية
، و تتفجر مشكلة السكن ، و تشن الحروب في مناطق عديدة تحت عناوين طائفية و عرقية و
مذهبية لنهب الثروات المتأتية من السيطرة على الخامات و بيع الأسلحة ، و يتزايد انقسام الامبرياليات إلى
معسكرين متقابلين ، في أحدهما الولايات المتحدة الأمريكية و الاتحاد الأوربي ، و
في الثاني روسيا و الصين بما ينذر بحرب عالمية ثالثة لإعادة اقتسام مناطق النفوذ .
عربيا : يشهد الوطن العربي احتدام الصراع بين الشعب و
الرجعية فقد جاءت الانتفاضات في أغلب الأقطار لكى تكشف عن المخزون الكفاحي الكبير
لدى الكادحين ، الذين لم يبالوا بقوة آلة القمع البوليسية و العسكرية فقدموا آلاف
الشهداء و الجرحى ، في معركة غير متكافئة من حيث الوسائل المستعملة في الصراع .
ورغم التضحيات لا
تزال موازين القوى إلى حد الآن في يد الرجعية الموجهة من طرف الامبريالية ، التي حركت قواتها العسكرية و خاصة الحلف الأطلسي
واستعملت عملاءها لضرب الانتفاضات
العربية ، فتم تعويض سلطات عميلة بسلطات أخرى
ملتحفة بالدين او بالليبرالية ، لا تقل عنها عمالة ، من خلال انتخابات مغشوشة ، لذلك
يتواصل نهب الثروة و يتم تركيز قواعد عسكرية و يمارس سفراء الولايات المتحدة دورهم كحكام فعليين للأقطار العربية .
قطريا : تتواصل
الانتفاضة في تونس بأشكال مختلفة في
احتجاج على غلاء الأسعار و استفحال البطالة و تفاقم الفساد ، و عدم إنصاف شهداء و
جرحى الانتفاضة و تهميش الجهات المحرومة ، و يجد النظام الرجعى صعوبة كبيرة في الإمساك
بالوضع رغم لجوئه إلى القمع البوليسي و استعمال الميليشيات الإجرامية .
و تحاول الامبريالية ترتيب الأوضاع السياسية
من خلال إيجاد حزبين كبيرين يتداولان على السلطة كل أربعة أو خمسة سنوات و تتسابق الأحزاب
الدينية و الليبرالية و الانتهازية للمشاركة في هذه الترتيبات .
تحتفل الحركة الشيوعية الماوية فى
تونس هذا العام بعيد الشغيلة تحت شعار : الامبرياليون و جميع الرجعيين نمور من ورق فلنجعل الأرض
من تحت أقدامهم تحترق ، و هي
ترى أن الوضع العالمي
و العربي و القطري يحتم السير قدما من طرف الشغيلة و الشعوب و الامم
المضطهدة فى الكفاح من أجل التحرر و الاشتراكية وتصعيد النضال و تطوير السيرورة الثورية ، فالأزمات و الحروب لن تولد غير الثورة
باعتبارها السبيل الأوحد لحل المشاكل الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية ، و إذا
كانت الامبريالية و عملاؤها قد تمكنوا لحد الآن من الإبقاء على نفوذهم و حماية
مصالحهم رغم تضحيات الكادحين فإن ذلك له
تفسير واحد و هو انعدام وجود أدوات الثورة الأساسية فكلما تنظم العمال في أحزاب
ثورية و الشعوب في جبهات كفاحية متراصة الصفوف إلا و اقتربت ساعة الانتصار على
الامبريالية و أعوانها .
الحركة الشيوعية الماوية في تونس
30 أفريل 2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق